شباب خارج الفصل
**************
كان الشباب فينا قوة وطموحا
العين بريقها يفتن
ترى الذكاء والافاق والأخلاق
لا مرحلة شبيهتها
تقلب صفحات المستقبل وتتصفحها
ترسم لوحتك بأصباغك المفضلة
وتتقن
توقع تاريخا صنعته
تبصم على نهاية صعود الأدراج
وتختم
كُلُّك سبل ومسالك
مشحون ، أهدافك قريبة منك
تنالها بعزيمة ودراسة وتشمر
وتتربع على عرش الزمان
ناجحا ومخططا
مدبرا ومسيرا
قطفنا الورود في الربيع
ونسجنا باقات وأكاليل
ووضعنا التيجان على هامات
التفوق والامتياز
وكان الحب سحابة تغطينا
عشنا في كنف الود والتآخي
وحل الصيف بكفنه الأصفر
حصدنا وجنينا وقطفنا
وجمعنا الغلات وعشنا رغدا
وانقلبت الأحوال
ودار فلك الزمن
وعق الشيب رأسا
وأتى الخريف بشباب
لونه رمادي من نوع آخر
غير فصيلتنا
وَحَلٌ من طين آخر
برعد وبرق وعصف من نوع آخر
قال كاتب وقتها: ونحن شباب
'' شباب غفل''
لما رأى أصابع زاغت عن التصفيق
ماذا يقول اليوم لما تفاوت االكف وتنصل؟
وانعدم الصوت والصدى
ترى الشباب بعمر الورود
ذابلة يابسة
بعيون باهتة محبطة
فقدت رموشها
تربتها فقدت أملاحها
وعجف نشيشها
أين الطموح الساقي؟
وبات الحلم هجرة ونزوحا ونسيانا
وأصبح الحلق دخانا
وظل اللسان ملجما
وأمسى العقل مخدرا
نفكرفي ضبابهم وأنوارهم
ومن عقولنا صنعوها
ورمونا بالحراشيف
اعتنقها شبابنا
لما شمروا على سيقانهم
بدل السواعد
واصفرت وجوهم
بدل احمرارها
ويبست أيديهم
بدل تشققها
وزخرفوا شعرهم
وطلوه دهونا
ويمشون في عناق
بدل هرولة
ولا زال الخريف لم ينته بعد
ولا يعلم الغيب إلا الجليل في الشتاء.
محمد خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق