الخميس، 12 يناير 2017

تصور يا صديقي بقلم الأديب / ( وصفي المشهراوي )

(تصور يا صديقي بأن البشر قد تمكنوا جميعاً من مغادرة هذا الكوكب في رحلة الى القمر وبقيت جميع الخلائق على سطح الأرض . ألسْت معي أن تلك المخلوقات سوف تتنفس الصعداء في غياب هذا الانسان الذي منحه الله العقل ومع ذلك استعمله في تدمير الكون كله ولم ينْج مخلوقٌ من أذاه ألسْت معي أن المخلوقات تُجمع على أنها في راحة تامة في غيابه وتتمنى له أن يبقى هناك الى الأبد ولسان حالها يقول : نعوذ بالله من شر هذا الانسان ما أجرمه وما أظلمه . ما أعظم راحتنا في غياب وجهه . هذا الانسان الذي يحرسنا من الذئب ثم يفترسنا هو بلا هوادة . أتنهد انا بمرارة العاشقين وأقول : لو عرف الانسان معنى الحب لشقشق مع العصافير في أعشاشها وتعامل بكل ودٍّ مع جميع أجناسها ولما سمح بالظلم من أوباشها . لو فعل الحب فعلته الجميلة في النفوس لرأيت الجميع وقد امتلأت جيوبه بالغنى ولفاضت منها الفلوس . ( وصفي المشهراوي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق