
انشد الشاعر السعودي سلطان محمد معافا
في قصيدته التي تنهمر بالحزن على امه التي تنام في العنايه المركزه في مستشفى الملك فهد في جازان
من قبل عيد الفطر
وجاء العيد ولم ترجع امه الي البيت فانشد فيها قائلاً
قد جاءَ عيدي ونارُ الحزنِ يا أُمي
تكوي فؤادي بدنيا طـعـمُـها كـدرُ
قـد جاء عيدي والأنــوار ما انـبَلَجَتْ
قد غبتِ أمي فغاب الـنجمُ والقمرُ
آهٍ حـياتي أيـا عـمـري ويا كـبدي
قدكنتِ سَلوايَ أنتِ النبضُ والبصرُ
هـذا ابـتلاءٌ وربُّ الكـونِ قَــدَّرَهُ
ونحـنُ نَرضى بما قد ساقَـهُ القَدَرُ
بَكتكِ روحي وأنفاسـي وخافِقُـها
والقلبُ ينـزِفُ والـعينانِ تنتـظِـرُ
متى تَـعـوديـنَ داراً كنـتِ بسـمَـتَها
بل أنتِ داري وأنتِ الساكنُ الـعَطِرُ
فقهوتي كان فيها الحبُّ جوهرُها
ولمسَةُ الـسِّرِّ مِـن كفيكِ تـنـهــمِــرُ
وفرحتي نلـتُها من وجنتيكِ وفي
أحضانِ أمـي جبالُ الـهمِّ تــنـدثِـرُ
رباهُ قـد مَسَّ أُمي الـضرُّ ياسَنَدي
فعـافِها كي يزولَ السَّقْـمُ والضررُ
إني ألــوذُ بــكَ اللهمَّ مُـرتـجــيـاً
وأنتَ أكرمُ مَن لاذَتْ بـه الـبَشَـرُ
أمـاه يا عَـبَقـاً عِـطـراً بكــاذيـتي
كم هزني الـشوقُ والأيامُ تـعتذرُ
أمــاهُ أنتِ شــذا وردي ورونــقُــها
بذكركِ الـعذبِ غار الـزهرُ والـمطرُ
إذا تَـبَـسمْتِ ألقى السعدَ منـتشياً
وإن حزنتِ يَحِلُّ الضيـقُ والـكَدَرُ
وإنْ حضرتِ أضاءَ الدارُ في نظري
وإنْ ذهـبـتِ أحِسُّ القلبَ يَنفـطِرُ
ياجنةَ الـعُمرِ عودي وابعـثي أملاً
في الدارِ يا أنتِ وجهَ البدرِ ياقَمَرُ
الدارُ يبكيكِ والجدرانُ ما فَـتِـئتْ
تشـتاقُ صوتَكِ والعينانِ تـنهـمِرُ
يَشـتاقُكِ الحيُّ بل أشـجارُ قريـتِنا
والحَقلُ والأرضُ والأغصانُ والزَّهَرُ
يشـتاقُ سَمـعي نـداءَ الأمِّ ياولَـدي
ولحنَ صوتَكِ في أنسامِهِ السَّـمَـرُ
حتى الصغار كم اشتاقوا لجدتِـهِـم
كـادتْ حكـاياتُـكِ البـيـضاءُ تـندثرُ
عودي إلينا لَـبِستِ الـدهـرَ عـافـيـةً
وزالَ عـنـكِ أنيـنُ الـقـلبِ والـضَّـرَرُ

سلطان محمد معافا
1/10/1438هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق