(بِكَ أستجيرُ)
كلمات/محمدالصيرة
ياعالمَ السراءِ والضراءِ
ياكاشفَ البلوى مع الأرزاءِ
يامالكَ الأملاكِ ياربَّ السما
والأرضِ ياشافي مِن الأدواءِ
يامخرجَ الأحياءَ مِن مَيْتٍ ويا
من أوجدَ الألقابَ بالأسماءِ
يامن إليه الأمرُ كلهُ راجعٌ
يامن يجيبُ إذا رفعتُ نِدائي
بِِكَ أستعيذُ مِن الذنوبِ وثقلِها
أدعوك ياربي فأنت رجائي
من لي سواك لكي ألوذُ ببابِهِ
من لي سواك ليستجيبَ دعائي
فإليكَ قد مُدت يداي تَضرعاً
وسط الدجى في ليلةٍ غماءِ
سبحانك اللهم أنت ولينا
ياعالماً بتعاستي وشقائي
بالذكر والتسبيح قلت قصيدتي
علّي سـأُشفى مِن لهيبِ عنائي
زادتْ صباباتي وزاد ضجيجُها
وازدادَ في جنحِ الظلامِ بُكائي
أرضي وأوطاني يمزقُها الأسى
صرنا على عصرٍ مِن الضوضاءِ
إني أنا العربيُّ إسمي قد بقى
أما العروبةُ مالها ببقاءِ
ولَكيف تبقى والدماءُ تُحيطُنا
والأرضُ أصبح ريُّها بدماءِ
بِك أستجيرُ فقد رأيتُ بأمتي
جماً من البرحاءِ والأقذاءِ
ظهر الفسادُ بأرضِنا وتكالبتْ
في أمتي الحكامُ مثلُ وباءِ
الكذبُ والتدجيلُ صار مبجلاً
ومُقَدساً بوكالةِ الأنباءِ
ساحُ التباغضِ والتكارهِ بينَنا
طال الصراعُ وطالتِ العدواءِ
ماعدت أدري من يقودُ زمَامنا
ولمن سأرفعُ رايتي ولوائي
إني لأكرهُها الطوائفَ كلَّها
فلِمن سأعلنُ طاعتي وولائي
يتقاتلون لأجلِ حُلمٍ زائفٍ
قتلوا النفوسَ ومزقوا أعضائي
أَكَلَ الوحوشُ عظامَنا ولحومَنا
والأرضُ في عَفَنٍ ومِن أشلائي
فِتَنٌ رأيناها كليلٍ مُظلمٍ
فيها الحروبُ وشدةُ البأساءِ
صرنا ننامُ على دويَّ رصاصِهم
والنارُ تحرقُ مِعطفي وردائي
حِملٌ ثقيلٌ حاملين وكلما
قلنا يخفُّ يزيدُ في إعياءِ
هَدُّوا بلادي والديارَ وحلمَنا
جعلوا السعادةَ والسرورَ ورائي
وبرغم مافعلوا بحقي تارةًٌ
لازلت أحملُ للبلادِ وفائي
لازلتُ أخترقُ المتاعبَ كلَّها
بعزيمتي وكرامتي وإبائي
حتى سئمتُ العيشَ في أكنافِ مَن
باعوا البلادَ وحطموا أرجائي
يارب إني قد هرمتُ بفعلِهم
فمتى سيُنهى بالصباحِ مسائي
ومتى سأنسى ما جنوهُ ولاتُنا
ماعاد ينفعُ ثورتي و هِجائي
وعليك ياوطني السلامُ فإنني
دوماً سأذرفُ أدمعي ورثائي
علَّي سأغدو ناسياً ماقد جرى
في أُمةٍ باتت كسيل غثاءِ
سأقول في نظم القصيد تحيةً
لمعاشر الكُتابِ والأدباء
للمخلصين الناصبين يراعَهم
في وجهِ كلَّ جريدةٍ حمقاءِ
للثائرين سيوفُهم أقلامُهم
ضد الدمارِ وسفهةِ السفهاءِ
أما أنا سأضل أسأل دائماً
ربي النجا من زلةِ الشعراءِ
وأضل أسألهُ وأقرعُ بابَهُ
ليعيذَني مِن جنةٍ حراءِ
فأنا بذكر الله ثم نبيهِ
فبهِ يطيب ترنمي وغِنائي
أشتقت ياربي لحوضِ نبيَّنا
ولكوثرٍ ولجنةٍ حسناءِ
ولسندسٍ واللُبسِ مِن إستبرقٍ
وزبرجدٍ في جنةٍ علياءِ
ولأنهرٍ مِن سلسبيلِ وأنهُرٍ
لبنٍ ومن عسلٍ ومن صهباءِ
أشتقت ياربي لألقى جنةًٌ
حصباؤها الياقوتُ كالأظواءِ
وترابُها المسكُ الجميلُ ووحلُها
مِن عنبرٍ وقطوفُها نَعماءِ
كثبانُها الكافورُ أصفرُ لونُهُ
ونباتها من زعفرٍ خضراءِ
والألنجوج بغير نارٍ ريحُهُ
وبلا وقودٍ عبرةٌ للرائي
وقُصورُها العلين يزهر نورُها
ياقوتةٌ من شدةِ وصفاءِ
بيضٌ وحمرٌ بل وخضرٌ لونُها
والبعض من يا قوتةٍ صفراءِ
والحورُ فيها غانجاتُ بريطها
من نورِ معترجاتِ بـاستحياءِ
متزيناتُ مزملاتُ بريحةِ الـ
مسكِ الجميلِ وأعينٍ كحلاءِ
وأرائكٌ من لؤلؤٍ مصنوعةٌ
فيها الجمالُ وأحسنُ الأشياءِ
ريحانُها وثمارُها وقصورُها
وحليُّها في واسعِ الأرجاءِ
أنهارُها وفواكهٌ وجواهرٌ
لا نستطيعُ العدَّ بالإحصاءِ
فيها التي مالا رأيتُ وسقفُها
عرشُ العظيمِ ومُسعِدُ السعداءِ
هي رحمةُ الرحمنِ جَّل جلالُهُ
للمتقين عبادَهُ الندماءِ
للقانتينَ العابدينَ لربّهِم
والتائبينَ لفارجِ الغماءِ
للحامدينَ الشاكرينَ لربّهِم
والصابرين بشدةٍ ورخاءِ
للآمرين بكلِّ معروفٍ رأوا
والناهيين لمنكرٍ وبلاءِ
للمنفقين بمالِهم ونفوسِهم
ولكافلِ الأيتامِ والضعفاءِ
يامن إليه رفعتُ كلَّ مآربي
اجعل بها داري وكلَّ هنائي
إني نويتُ إلى طريقِ وصالِها
والنفسُ والشيطانُ مِن أعدائي
فأعِن إلهي تائباً قد هَدَّهُ
طولُ الدروبِ وكثرةُ الأنواءِ
ثم الصلاةُ على النبي محمدٍ
ما فاضتِ الأرزاقُ بالآلآءِ
كلمات /محمدالصيرة
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق