ألا هبوا للأقصى .... بقلم / محمد طه عبد الفتاح
قـد رأيـت البيت الأســــــيـر يَتَـوجَــــــمُ
حين أبصرَ من رِجَـالـنـا مـن يـتبـسّــمُ
طـابـت لـهـــم بأرض الــذل عـيـشــــــةً
راحت أقـــدراهـم نحــو الـظـــلام تُسلَمُ
حَمحَـمَ الـغَــــدر و اجـتــاح دِيـارَهـــــم
كيف الهـنـــــاءة و الضـيـاع تـُقَـسـَّــــمُ
ما ضَرهُــم أن يُدَاسَ الأقـصى عُـنــــوةً
من بعد عِـز هــل بَِقِي مِنهـمُ مُـتـَبِـرمُ
قَبّلوا أَكُف الـغَـربَ صَــاروا أَحـبــَّــةً
واستأسد الخـنـزيــر إذ يَرُوغُ ويَحكُم
أيـن الأبـــاة و مـن ســَــــادوا الـدنى
أين صــلاح هـــل تـــراهُ يُـزاحـِــــمُ
يجـتـث الخـــوفَ من قـلـبِ الــــوَرَى
يقتحـمُ الحـُصـونَ والـزّيـفَ يُحَـطّــمُ
يا ويح العُـروبة إذ تصير غِـشَــــاوةً
فــــوق الـنـيـــران تـعـيـش فـتُظـلِـمُ
مــرّت هـُنــالك بالـوجـُــودِ غَـيـَامَــة
تمطر بالقدس شَرًا و العُـيـون تُدَمدِمُ
يُـزمـعُ الطـغـيـانُ يُـعـلي فِيهـا اللظَى
يُهدِي القُدسَ للدّخِيلِ و الظلامُ يُخَيمُ
غـَــرّهُ أن الشـعــوبَ صــارت لُقمةً
تَستسيغُ الـذلَ و بالـرّفـضِ تُـتَـمـتِـمُ
فَليَحـذرِ الشّـيـطـان من غَـضبَةِ أُمّةٍ
لو هَبُّوا تَثُورُ الزلازِلُ و القِلاعُ تُهدمُ
قَومٌ لو تَدرِي على الجُـيوشِ عَصِيَةٌ
بَأسٌ لَظَـاهُـم و الجُـيُـوشُ عَـرَمـرَمُ
لَـبـُّـوا الـنِّـداءَ إذ يـَصِـيـحُ نَـذِيـــرُنَا
عِـــزٌ جِهادِهُـمُ و المَـعـَاركُ عَلقـَمُ
دع عنك نــُواحَ الخـَائِنينَ فَجُـلُّهـُـم
جُــبـنٌ تَـرَامَي و الـفُــؤادُ مُـسَـمّّـمُ
إن الـبـريـةَ لم تـَـرَى كَأُمَّةِ مُصحَفٍ
نالوا الفَخَـارَ و الـقَـولُ فِيهُمُ مُحكَمُ
لـن يـُبــــاد الـبـدر مـن غـوغـاءةٍ
طـيـبـا تَـضَـوّعَ و بالقـرآنِ يُخَـتّـمُ
أمـتـي هُـبِّي فـلَـســتِ أَسِــيـــــــرَةً
أنـت الـثــريــا و الجـُـمـوعُ تُعـَظّـمُ
إني أرى في الأفــقِ يـَلُـوحُ نـَهَـارُنَـا
و الغَايَةُ الكُبرَى هي الشَّهادةُ مَعـلَمُ
أو نَـصــرٌ فـَــوقَ الـبـَـرايَـا يـُعِــزُّنَـا
يَـشـفِـي الصُّــدُورَ و العَــدوُ يُلَجَّــمُ
محمد طه عبد الفتاح / مصر / دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق