قصيدة بعنوان : ( سورة النسف 9 : " قّولة أرواح هائمة : قد أزف الرحيل " ) / من ديوان : من قلب القبطان / علاء طبال
...
#تمهيد : لنا في طيور القطا أسوةٌ حسنة
لم تعد الدنيا هي الدنيا, و العالم اليوم ليس هو العالم كما هوّ, بدءً من السادس عشر من شهر أغسطس المنصرم أصبحت علاقاتي بكل الناس الذين أعرفهم تشحب و تفقد حرارتها بالتدريج إلى أن رأيتهم أطياف تجريدية, باردة, ثقيلة, داكنة, في مرايا نفسي فقلت :
دنيا الله أم * لعبة الأضداد البرماندية ؟ !
حيث تسود الروح الثقيل ... الروح الثقيل !, لكن أمي التي غادرت عالمنا منذ سنين ... و أنا مشتاقٌ و فيَّ لوعة, تزاحمت الصور صورٌ صور, ستصرعني الصور ...
لنا في طيور القطا أسوةٌ حسنة
** إلى الشمال سأهاجر لأكمل محاولات مصطفى سعيد لطمس الهوية الغربية كرد فعلٍ وجودي على ما نحن فيه الآن, للغرب حصة و نصيب في ما جرى لنا, هيا يا إخواني إلى مركب المستر سعيد لنغزو القارة الأوروبية و الأمريكيتين ....
...
رتل سورة النسف على رأس الوثن
ليعود الوطن المخصي إلى منفى الوطن
...
-1-
ليالٍ بالغضاضة تنقضي
و روحي تشتاق روحاً تواسي
تفتح الأحضان ترجو عناقي
ليالٍ بالغضاضة تنقضي
و روحي تشتاق روحاً تواسي
تموء على الصفيح و ترتجي
سقطت وجوه العابرين بداخلي
لا شيء بعد الأم يرجى في الدنا
إني أبوح من الشكا في أحرفي
و تنوح كالطفل اليتيم مشاعري
متجولٌ طيف الأسى في داخلي
يسرق مهجتي و يهد ذاتي
أودعه فلا يرضى وداعي
أقول له دعني و شأني
يا صاح دعني في شجوني
ارحل, أضنيت حياتي
فيقول لي :
يُقطعني الأسى رغم المآسي !
...
-2-
و دعوت ليلي, أملٌ لعيني !
أبكيتني ...
و بعثت الجرح في جسدي
أحزنتني ...
و طعنتني في جرح قافيتي
فيجيبني : إنما يوحى إلي !
...
-3-
ليالٍ بالغضاضة تنقضي
ريحٌ تبعثر بسمتي و كياني
و تلوكنا الطواغيت دون تفاني
بالله دلونا على الشطآنِ
هبوا إلى الخارج يا إخواني
الحب في وطني حلمٌ أعمى
الأماني في وطني حلمٌ أعمى
إلى الشمال نروح حَزَانَى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* برمانديس / برمانديوس فيلسوف إغريقي قديم, تصنف فلسفته إلى الفلسفة التي سبقت فلسفة سقراط, يقول أن العالم ينقسم إلى قسمين قسم الصفات الإيجابية, الذكورية, الرقيقة, المضيئة, الحارة, الخيرة
و قسم الصفات السلبية الأنثوية, المظلمة, الثقيلة, الباردة, الشريرة
( الفلسفة اليونانية – يوسف كرم )
( الفلسفة في العصر المآساوي الإغريقي – فريدريك نيتشه )
** من فحوى رواية : موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق