الجمعة، 22 ديسمبر 2017

( لن أكتبَ بالمجان )الـكاتب الأردني✍__ حسام القاضي

( لن أكتبَ بالمجان )
طبائعَ البَشر لا تَبَنْ وهُم في القاعِ . . إنما تَبَنْ عندما يُكرَمونَ بالعَطاءِ ( فِإمَّا يَسخُونَ وإمَّا يَبخَلونَ ) !، حقيقةً لا تقفُ عِندَ مُستوىً ولا تَحكُمُها مواصفات، فلعلك تنبهرُ من رَئيسٍ يَطلُبُ من موكبهِ الوُقوفَ لأمرٍ لفتَ انتباهَهُ، ولعلكَ تَنصَعقُ مِن عاملٍ بالكادِ يتلطَّفُ بِرَدِّ السَّلام !!، حقائقٌ تندرجُ على المشاهيرِ والعلماءَ والأغنياءَ والمسؤولين، حتَىَّ معَ الكُتَّابِ والشُّعارِ وأدعياءِ الثَّقافِةِ الذينَ يُفتَرَضُ أن يَتَسَلْسَلونَ بالسلاسةِ ورحابةِ الصَدرِ والتواضعِ ( فَهُمُ سَدَنَةَ الحَرفِ وخُطَّاطُهْ )، فَهُناكَ من يظنُّ نفسَهُ - الأبَ الرُّوحي للجميع - وأنَّ على الجميعِ تقديمَ الولاءِ دونَما ردودٍ ولا حتى تَقدير ؟!.
( مُعادلاتُ الأَنَفَةِ ) هذهِ يَرفُضُهَا الرُّضَّعُ والصِّغار، فلا أحدَ يدينُ لغيرهِ بالفضلِ - لأنَّ الفضلَ بيدِ الله وحدَهُ - إنَّما هو شُكرُ النَّاسِ وعِرفانِهم، ولكمْ تَعجبُ ممن يُغلِقُونَ عُيونَهم عن تحايا تُزجَى لهم وكأنهم لم يَرَوْها !،
- بِحُجَّةِ التعالي الأرعن -، في حين كان الحرفُ بوَّابةً ما أجملَهَا سَاقتـنا نحو التَّعرُّفِ على أقلامٍ كُلٌ لَهُ نكهةً جميلةً يُسَرُّ ناظِرُكَ لمَّا يَتَكَحَّلُ بفحوى مَضَامِينها .
#أمَّـــا حِكايةُ جَمالِ هذا القلم فلم تكن بتسطيرهِ ولا بتَميُّزِ فحواهُ، إنَّما هوَ سِرُّ سِحرِ ( #الصلاة _على_ النَّبيِّ ) عليهِ السلام إذ كانت تتخللُ الفقرات، كان القارئُ وإيَّايَ نَستمتعُ بسحرِ ظِلِّها، كلما انتهيتُ من فقرةٍ أختمُها بطلبِ الصلاةِ على النَّبيِّ عليهِ السَّلام، وعلى نَسَقِ الخَتمِ تكُنِ البِدايه إذ كثيراً ما كانت تَرِدُني تعليقاتٍ تَبدأُ بِ ( اللهمَّ صَلِّ على مُحمدٍ وآله).
جمالٌ آخَّاذٌ لا تَصِفُهُ كلمات، لرُبَّما أنني اضطررتُ للتخلي عنهُ خَشيتَ أن يتحسسَ البَعضُ ؟، أو طَمَعاً في التَّغييرِ ( وبئسَ التَّغييرُ ذاك) !، أو لرُبَّما لأنَّ مقامَ الواردِ بالمقالِ لا يَرتقي لِمَرتبةِ سَاحةٍ تتزينُ بطلبِ الصَّلاةِ على النَّبي عليه السلام ؟.
وبما أنني - وللأسفِ - قد تركتُ ذلك الأسلوبِ في الكتابةِ، فلرُبَّـمَا لأنني قد وقعتُ بمكيدَةِ الوَساوسِ .. 
لـرُبَّما أنَّ من أغراني حِسُّ الرُّقيِّ - المزعوم - في تَطَوُّرِ أسلوبِ الكتابةِ !، ولرُبَّما أنَّ من تابعَ بِداياتِ الكتابةِ لهذا القلمِ كانَ أكثرَ ما يَشُدُّهُ إليها تَخَلُّلُ فقراتها بأجملَ وأزكى وأرقى فَقَرَةٍ فيه ( طَلُبُ الصَّلاةِ على رسول الله) مِنَ القارئ .
أخـالُ أنَّ كتاباتي وقتَها كانت مأجورةً بأغلى الأثمان، والضامنُ فيها كانَ طَلَبُ الصَّلاةِ على النَّبيِّ العدنان، حِساباتٌ عليَّ مُراجعَتَها من جديدٍ لأضمنَ أثمنَ المكاسبِ من كتابةِ كُلِّ مَقال، فالحرصُ على المَكاسبِ غريزةٌ يسعى إليها كلَّ حَريصٍ وفَهمان .
عِندَها سأتيقنُ بأنني أكتبُ بالمُقابلِ ( ولَْا أكتُبُ بالمجَّااااان)، لأنَّني والقارئَ حتماً سَنَظفرُ بغنيمةٍ وأيَّ غنيمه ؟؟
#الصلاةُ_على_خَيرِ _الأنااام .
دُمــــتــم بـــخــيـــر .
الـكاتب الأردني__
حسام القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق