الأربعاء، 14 يونيو 2017

فضل العشر الاواخر من رمضان بقلم : د. رفعت برهام

فضل العشر الاواخر من رمضان
بقلم : د. رفعت برهام
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي علم بالقلم ،علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على النبي الأعظم والرسول الأكرم ،محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم .وبعد.
يظن كثير منا أنه بمجرد دخول العشر الأواخر من رمضان أن رمضان قد انتهى ويعملون جاهدين لإستقبال العيد والاستعداد له ،وهذا أمر مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله).
ومعنى( أحيا ليله ):أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما من العباده ،فسهره فأحياه بالطاعة ،وأحيا نفسه بسهره فيه .
ومعنى (شد مئزره) :أي اعتزل نساءه صلى الله عليه وسلم ، وقد يراد بذلك الجد في العبادة كما يقال :شددت لهذا الأمر مئزرى، أي تشمرت له .
وقوله :(وأيقظ أهله ) : أي للصلاة
وفى حديث آخر من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد فى غيرها) رواه مسلم.
وروى الترمذي من حديث زينب بنت أم سلمة :(لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه )
وخلاصة القول :أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر منها :
١- إحياء الليل كله أو بعضه .
٢- إيقاظ أهله للصلاة .
٣- كان يشد مئزره صلى الله عليه وسلم.
٤- تحري ليلة القدر .
٥- وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاعتكاف فى تلك العشر .
فهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،يجتهد فى هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها ،فجدير بنا أن نستن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم . فهذه العشر الأواخر هي خلاصة رمضان وزبده وتاجه ،وها هي تدق على الابواب،ها هي أعظم ليالي العام على الإطلاق،والتي فيها الليلة الزاهية البهية،ليلة العتق من النار ، ليلة القرب والمناجاة، ليلة القدر التي هي خير من الف شهر, فالهمة الهمة ،والعزم العزم والاجتهاد في العبادة ،والحرص على الطاعة ،تقبل الله منا ومنكم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق