قيام رمضان وما يتعلق به من أحكام :
بقلم :د.رفعت برهام
الحمد لله رب العالمين ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى صحابته وتابعيهم إلى يوم الدين ، ثم أما بعد.
المولى عز وجل خلق الليل وعظم أمره، وأقسم به في آيات عدة، منها قوله سبحانه :(والليل اذا يغشى) صورة الليل، آية: 1. وقوله سبحانه :(والليل إذاسجى) صورة الضحى، آية: 2.
وكان السلف يفرحون بقدوم الليل ويحبون الصلاة فيه؛ لأن المولى عز وجل أثنى على من يتعبد بالليل ويترك فراشه ، قال تعالى:(كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) صورة الذاريات، آية: 17.
ومن أهم صلاة الليل، صلاة القيام أو التراويح كما يسميها البعض، ولهذه الصلاة فضيلة عظيمة فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قام رمضان إيماناو احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الشيخان.
وهى سنة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ابتدأها ثم تركها خشية أن تفرض على أمته ، وسنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمحضر من الصحابة . فلم ينكر عليه أحد ذلك.
والرأي الراجح أن تأديتها في جماعة في المسجد أفضل من تأديتها بالبيت . _هذا بحق الرجال _ اما النساء فيجوز لهم الحضور بالمسجد ان تيسر ذلك وان لم يتيسر فصلاتها في بيتها افضل .
قال البغوي رحمه الله:(وقيام شهر رمضان جماعة سنة غير بدعة) انظر شرح السنة.
أما عن وقتها فأصح الأقوال أن تكون بعد صلاة العشاء ؛ لأن في تأخيرها إلى أخر الليل عرضة أن يفوتها كثير من الناس .
أما عن عدد ركعاتها فكما روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت:(ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ).
وقد قال بعض أهل العلم أن من يقوم صلاة الليل بالصفة التي كان يفعلها صلى الله عليه وسلم ، من طول القيام والقراءة، وطول الركوع، وطول السجود، يصلى إحدى عشرة ركعة، أما إذا اختلفت صفة صلاته عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فإن الزيادة في عدد الركعات أفضل فقد تصل إلى عشرين ركعة غير الشفع والوتر .وهنا من قال أن صلاة الليل لا حد لها وهي نافلة فمن شأء أطال ومن شاء قصر فيها .
أما عن صفتها، فكما أخرج الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(صلاة الليل مثنى مثنى)
وقيل لابن عمر رضي الله عنهما: ما مثنى مثنى قال:؟، أن تسلم في كل ركعتين.
وبستحب أن يستفتح المصلي بدعاء الاستفتاح لكل ركعتين فلا يكفيه الاستفتاح في الركعتين الأولتين .
أما عن القراءة فيها فمستحب لمن قدر على قراءة القرآن كاملا فيها أن يفعل ذلك ، وإلا فحسب الاستطاعة، وقد قال ابن قدامة عن ذلك:(وإنما استحب ذلك لتتم الختمة، ويكمل الثواب) انظر المغني.
الأمر في ذلك راجع إلى تقدير الإمام تبعا لظروف من يصلي بهم ، فينظر في حالهم ولا يشق عليهم.
أما عن والقراءة في الشفع والوتر، فكما أخرج الإمام أحمد عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بالأعلى ، والكافرون والاخلاص.
ويجوز للامام أن يقرأ من المصحف في صلاة القيام ، فكما روى البخاري في صحيحه: وكانت عائشة رضي الله عنها يؤمها عبدها ذكوان من المصحف .
نسأل المولى عز وجل ان يتقبل منا القيام والصيام وأن يغفر لنا ويرحمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق