كعادتها الصباحيه التى لا تتغير
أعدت فنجانين من القهوه ،
وبالشرفه المطله على الحديقه وضعت
تلك المائده التى تحتفظ بها منذ زواجها
الذى يمتد لأكثر من ربع قرن وكرسيان من الخيزران العتيق بطنتهما بحشو من الرريش مغطى ومكسو بالحرير
هم كل عالمها الصباحى ،
وضعت القهوه ومالت عليه هامسه
أتمنى ان تعجبك قهوتى هذا الصباح ولا توبخنى ككل صباح ،
تأملت نظرته لها نفس النظره لم تتغير
مزيج من التأمل والود الممزوج بحنين
وشوق لم يخفت بريقهما ،
قالت : وماذا بعد هل سأتحدث وحدى
ألا يروقك حديثى ،
مدت يدها وبأصابع مرتعشه وبلمسة حانيه إقتربت من جبينه لم يمانع ولم تتغير نفس النظره مالت بهدوء وقبلت جبينه ،
تحدثت عن اولادهم وكيف أصبحوا بعيدين عنهم ولكنهم ناجحين ويأتون كلما سنحت الظروف ،
إرتشفت بعض القهوه محذره اياه ان قهوته ستبرد ككل مره وأنه سيلومها كالعاده لأنها لم تحذره ،
أشارت له ان ينظر الى السماء معها وقرص الشمس يرسل أشعته المخمليه وقوس قزح يتماوج بين السحب ،
كم هو جميل أن نستمتع بما حبانا الله به من الطبيعه الساحره ،
لم برد واكتفى بنفس النظره التأمليه
قالت : نسيت أن أخبرك بعد غد سأحتاج
الى بعض الأغراض سأعد بعض الكيك
لنحتفل بمرور ٢٩ عام على لقاؤنا الأول
هل تذكر يا له من لقاء ،
أغمضت عينيها ومالت برأسها للخلف
قائله هل يعقل ذلك شئ لا يصدق ،
كان هذا قدر وما أروعه من قدر وكأننا كنا نبحث عن بعضنا البعض ،
هل تذكر اول مره تحدثنا على الهاتف ظننتنى طفله صغيره لم تتجاوز عشرة أعوام وأخبرتنى أن صوتى كقيثاره من السماء وأننى ملاك على هيئة بشر ،
ضحكت هامسه وقالت هل ما زلت ملاكك
أم تغير هذا بعد كل هذه الأعوام ،
مره أخرى امتدت يدها لتلامس جبينه بأصابعها ونظره تحمل مشاعر لا تصفها الكلمات ،
أنهت قهوتها فقد بدأت الشمس تملأ الشرفه بأشعتها الدافئه ،
امسكت بالبرواز بين يديها نظرت لصورته بين البرواز نظره أخيره قبل ان تزيل ما ظنت انه بعض التراب قد علق على صدره وضعته
بنفس المكان البارز حتى لا يغيب عن عينيها ،
طلبت من الخادمه ان تحمل الأكواب الى المطبخ ،
أتت الخادمه حملت الأكواب وهى تهمهم بصوت خفيض لماذا تصنع كوبين من القهوه ما دامت تشرب واحدا فقط كل مره
ربنا يلطف وكمان بتقعد مع برواز وبتكلم صوره ،
التفتت للخادمه بحده قائله أسمعك بوضوح ولا تقولى عنه برواز فهو ذاكرتى النابضه التى لا تشيخ
فإن كانت ذاكرتى تخوننى أحيانا أو أسقطت بعض الأحداث والأشخاص إلا أن ذاكرتى ما زالت تمتلئ به فهو عصى على النسيان ومثله لا يسقط من الذاكره فهو بالنسبة لى ( حيااااااااااه ) وما أجملها من حياه بل أن كل لحظه معه
كانت ( حيااااااااااااااااااااااااااه )
إنتهى
الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق