مِنْ مَرفأ العِشقِ
أبعَثُ برسالَتي
وضَعتُها في زُجاجةِ
وضعتُ داخِلَها ورقةٍ
كتبْتُ عليْها بعضَ
الكلماتِ
مَزجْتُ بدمعِ اإلأِشتيّاقِ
وماءِ الذهبِ
وأغلقتُ بِثغرِي بشِدَّةٍ
على عُنقِها
خَوفاً أنْ تَضيعَ بَعضَ
الحروفِ
ورميتُها في محيطِ
الأَشواقِ
تَسبحُ بدونِ زورقٍ
ومِجدافِ
ووضعتُ لَها جناحيْنِ
لِتجتازَ السباقِ
وشْوَشتُهاحوريةَ البحرِ
طلبتُ منها أنْ تُرافقَها
ِلتجتازَ عِبابَ البِحارِ
طلبتُ مِنْها أنْ تُقاومَ
دُوارَ البحرِ والإِعصارِ
فتراخَتْ زُجاجَتي
بِدلعِ النِساءِ
وتمدَدَتْ علىَ
صدورِ الموجةِ
بأحرفِ العشقِ الَذي
تحملُها تختالُ
تَرفعُها الموجةُ قليلاً
لتوصلَها للنجومِ
وقليلٌ من ثقلِ حِملِ
العشقِ تَرتاحُ
كانتْ تحملُ كلَّ
أَلوانِ الحبِّ دونَ احتجاجٍ
حَتىَ حِدودُها تورَّدتْ
تنتظرُ اللقاءَ
بعدَ أنْ أَضنَاها الإِشتياقَ
كانَتْ تَحملُ في جَوفِها
عِشقاً قديماً
وعِشقاً آتي
وشوقاً للصَباحِ
في كل خطوة
رافَقتْها غيمةُ عطرٍ
تُظِلُها في سَفَرِها
تحميْها منْ حر ِّالصيفِ
وبردِ الشِتاءِ
تخافُ عليْها مِنْ
الرعدِ والبرقِ
وزخّاتِ المَطرِ
وتَرتمَي زُجاجَتي
بعدَ سَفَرٍ
علَى شاطِئِ العِشقِ
ويَخرجُ مِنْ عُنقِ
زُجاجَتي
ثغرٌ مِنْ بينَ أَوراقِ
الشَجرِ
كصُدفةٍ فتَحَتْ ثَغرَها
تَشتاقُ القُبَلَ
وفاحَتْ رائحَةُ اليّاسَمينَ
تُداعبُ قُلوبَ العاشقينَ
وتُضِيءُ مَنارةَ الجَزيرةِ
===============
منذر قدسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق