عدد الأبيات 35
الوافر
رد الغلو
هدى اللهُ المخالِفَ في عليٍّ
يعيدُ لنا خلافَ الخالفينا
وكم قُتِلَ المُحِبُّ بسيفِ حُبٍّ
تحكّمَ في شعورِ الشّاعرينا
فينبشُ من سقيمِ القولِ رأيًا
يراهُ بسُقمهِ رأيًا رزينا
فيغلو خارجًا عن كلِّ جَمعٍ
كأنّ إمامَنا للخارجينا
يقولُ عن الصّحابِ بلا دليلٍ
سوى ما ظنَّهُ ظنًّا يقينا
فيهتِكُ حُرمةً كانت حرامًا
وأضحت بالهوى حِلًّا ودينا
ولو تاهَ الأمينُ لكان ربّي
قضى بالحقِّ أو قطعَ الوتينا
فلا يرضى وفي الآياتِ زجرٌ
ولا ينهى بزجرِ الزّاجرينا
وحبُ الآلِ مطلوبٌ بعَدلٍ
وحاشا الآلَ حبَّ العادلينا
فدع قدحًا لماضيهم وقدِّم
صلاحًا إن تكن في الصّالحينا
جمعتُم فاسدَ الأخبارِ حتى
تفرّقَ في فسادِ الفاسدينا
وقلتُم هذا دينُكمُ بزَعمٍ
فهل ديني بزعمِ الزّاعمينا
رسمتُم صورةَ الأصحابِ جهلًا
فصاروا في التّصورِ جاهلينا
وهم صاروا إلى ربٍّ عليمٍ
بما كانت فِعالُ الفاعلينا
فهل تقضي عن العّلامِ فيهم
فأين قضاءُ ربِّ العالَمينا
فإن كانوا خِيارًا في جِنانٍ
وإن خانوا كُفيتَ الخائنينا
وأنتَ معذَّبٌ في كلِّ حالٍ
فحالُ صلاحِهم ماقد رُوينا
فهم أخيارُ من خُلِقوا لطهَ
فهل يختارُ ربِّ الظّالمينا
وما عُصِموا عن الأخطاءِ لكن
إذا غَلِطوا تراهم تائبينا
وهم أهلُ القرانِ بلا خلافٍ
فعنهم جاء نقلُ النّاقلينا
إذا طَعنوا بما في الذّكرِ قطعًا
تركنا الذّكرَ طعنَ الطّاعنينا
وإنّ اللهَ يحفظهُ ولكن
له حفظٌ بحفظِ الحافظينا
فإن شاءَ العليمُ لقبضِ علمٍ
قضى قبضًا بقبضِ العالِمينا
فمَن حملَ التّلاوةَ كان ثَبتًا
وإلا ضاعَ إرثُ القارئينا
ودعوى الكُرهِ في حُكمٍ وأرضٍ
فلا تَقوى لصمتِ الكارهينا
فما كان الإمامُ بما زعمتم
ليرضى حكمَ من خانَ الأمينا
أما وقفَ الحسينُ أمامَ جيشٍ
وروّى كربلاءَ دمًا ثمينًا
فهل كان الإمامُ يخافُ موتًا
وهل يخشى سيوفَ القاتلينا
نسبتُم للغضنفرِ صمتَ جُبنٍ
فلا نرضى وما يومًا رضينا
وهل غَصبوا الخلافةَ من عليٍّ
فسمّى نَسلَهُ بالغاصبينا
فكفّوا عن معاندةٍ ولعنٍ
فقد رَدَّ الإمامُ اللّاعنينا
فزينُ العابدينَ كما رَويتُم
يردُّ على سِبابِ القادحينا
فآلُ البيتِ أطهارٌ كرامٌ
وبيتُ الطّهرِ يهدي الطّاهرينا
عسى المهديُّ أن يهدي نفوسًا
ويجمعَ بالمحبّةِ كارهينا
صلاةُ اللهِ للهادي وآلٍ
وأصحابٍ كذاكَ التّابعينا
مصطفى كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق