الاثنين، 6 مارس 2017

الهـجـرُ جـدبٌ والجـفـاءُ صحاري للشاعر المبدع / أبو أحمد الكناني



الهـجـرُ جـدبٌ والجـفـاءُ صحاري
فـمـتى يفـوحُ الوصـلُ كالأزهــارِ

عـطـراً ويعبقُ في فـنـاء مودّتي
من نرجس الورد الـنديّ حُـبــارِ

ومتى يطلّ الراحلون على ربى
قلبي وفي خصبُ الفؤاد أساري

يالـيتني ماخــفـتُ لـومةَ لائـــمٍ
وهجـرتُ من أجل العشيقة داري

عانيتُ مُــرّ الهجـر بعـد رحـيلهـا
وقضت على غضّ البراعمُ ناري

يـاليـت أشـعاري ترافـقُ ضـلّهــا
وتـرى بـهـا مـالـم تــرى النظّــارِ

أدمـنتُ فيهـا ما أراه بخـاطـري
يسمو على الخُيَلاءُ في الأشعارِ

لـها عـيونٌ كالنجــومِ اذا بــدَت
في موضعِ الجوزاء في الأسحارِ

وبــــِهـا رواءٌ كـالــرّبيـع اذا دنــا
من بـرعمِ الأفـنان في الأشجارِ

الطّـــيرُ مـنهـا يـقـتنـي ألـحـانـه
أن رام يشـدو غــنوة الأطــيـارِ

ألّـلـيلُ فـي أضـوائها يبـدو كـما
دجٌّ تكشــّحَ مـن سـنا الأقـمــارِ

نـفـضَ الفَراشُ غبارهُ ثـمّ دنــا
منـهـا ويعشقُ ليـنةَ الأضــفارِ

يا كثرَ ما عشقَ السُراةُ غُبارها
كالورد أن حطّ الفراش يداري

لـينٌ بأطـرافِ البِنـانِ ولـينُهــا
كالماءُ في كأس الزهور دُرارِ

آليتُ ما خطَب الرّحيلُ وآلَني
كيف اكتسى ليلٌ بثوب نهاري

يادمع لا تأسى على فقدانها
فالذنب ذنبي والقرارُ قراري

أبو أحمد الكناني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق