الجمعة، 16 أغسطس 2019

المأساة:زين المصطفى بلمختار الجديدي

المأساة:

إني فرشت له الحصير
بباب مشفى راقدا
ورأيت حبلي كم قصير
وذهبت اسال جاهدا
عن كل دعم او نصير
بل ما وجدت منافذا

ورجعت افحص وجهه
احمر كالورس النضير
واصفر لون عيونه
بفقاعة الموت المغير
واسود نجمي في السماء
في عثمة الاعمى الضرير

واخدت خوفي بجانبي
وذهبت اسال مالمصير
لما التقيت بحارس
مستعطفا منه الاجير
حتى يحل شبابكا
وامر والالم العسير..
قد دعني دع الوحوش
وكانني صفر يسير

ورجعت افحص وجهه
واذا به حلم يطير
واذا بكوني دار بي
من دون فلك او نظير
واذا الرعونة تجسر
تستأسد الوهن المغير.
واذا المريض يئن من
خبث الولاة وكم امير

وحملت خوفي بمهجتي
وطرقت بابهمو الكبير
انتم هنا وابي يموت
في ذلة العبد الحقير
هلا سعفتم حاله...
وانمتموه بلا سرير
حتى وان قضى نحبه
مات على دفء قرير

فاجابني بوابهم
او ما علمت بما تسير
هذي الامور وغيرها
في دنيا اسر يا اسير
فلس هنا واسم هنا
قد يفتح الفتح العسير
وخطاب من فوق اتي
قد يفتح القفل الخطير

فاجبته متوثرا
بغصاصة الحلق الجعير
اين الخطابات التي
قد وجههوها مع الاثير
حتى غدت وكانها
نسخ على قد الحمير
وزفيرها ووعيدها
قد صم اذان الكثير

فاجابني وكانه 
لم يسمع القول المثير
اذهب واهلك للجحيم
وانقل اباك الى السعير
اني هنا وانا الذي
من عينوني لكي ادير
مأساتكم بل داءكم
وانا على كل جدير

ورجعت افحص وجهه
واذا له صدر النخير
عيناه تنظر للسماء
وبروحه حل الزفير
واذا بدمعة عينه
سالت على خذ كسير
واذا ببسمة وجهه
ضحكت على قدر حقير

وإذا النجوم قد انطوت
والعيش صار بلا ضمير
والدنيا كذبة من طغا
و الظلم لن يأتي بخير
والموت نعمة من قضى
والموت نقمة كم غرير
من زكى نفسه ها هنا
فليسعدن له بشير.....

زين المصطفى بلمختار الجديدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق