
ابصرتُها
...................
كتبتُ بعضاً من شيءٍ أو من لا شيءٍ
لا أدري ما كتبتُ
...............
لوَّحت من بعيدٍ وهي تشيرُ
بكفِّها
لم أعرفْ مقصدَها
لوَّحت ثانيةً بقوامِها الممشوقِ
وحرَّكت اصابَعها
وكانتْ على حائطٍ مهدَّمٍ تسندُ ظهرَها
استغربتُ واحترتُ في امرِها
لم يكنْ أحداً حولي
ولم ارَ أحداً يلوِّح لها
حسبتُ للحظاتٍ
أنَّها كانتْ تقصدُني أو أَنا مقصدُها
اقتربْتُ منها وأنا أحسبُ خطواتي
وبدأَ يخاطبُني عقلي
وبدأتُ أضربُ أخماساً بأسداسِ
وخَجَلٌ كانَ يلامسُ أحساسي
حسبت ُأنَّ شيئاً ما
سيغيرُ في أحداثِ حياتي
سهمٌ أصابَ شعوري
ورمى أحلامي بأقواسٍ
كلمَّا اقتربْتُ منها
كانتْ تثورُ أنفاسي
شعرتُ بنجمة ٍ تسيرُ
يتفيأُ بظلِّها لِباسي
رويداً رويداً اقتربْتُ منها
وقليلاً قليلاً كانَتْ تبتعدُ
كانتْ تسندُ يدَها على حائطٍ
تتحسسُ طريقَِها
وبيدها عصا
شعرتُ حينَها أنَّها كانتْ
تلوِّح بيدِها
لعشقٍ قديمٍ من بعيدٍ
ناداها
فلوَّحتْ لهُ لتُمحي بهِ
قدرَها القاسي
عرفْتُ لحظتَها
لم أكنْ أنا منتَهاها
شعرتُ بأنَّها تعثرَتْ
ولم تعرفْ طريقَها
كانتْ تشيرُ لأيِّ أحدٍ
ان يسندَ ظهرَها
لم تكنْ تدري أنِّي
انا منْ اصابَني
بالعشقِ هيَامُها
لم تكنْ تدركُ انِّي
أنا منْ لوَّحتْ لهُ
كنتُ أنَا نصيبُها
مَسكتُ بيدِها
وجعَلتُ من مُقلِ عيني
نورَها
وعشقي المحمومُ بصرُها
كنتُ أنَا يدُها
و شفاءٌ لمرضِها
وبكلِّ تعابيرِ العشقِ
بالحزنِ الذي افقدَها بَصرَها
أحبَبْتُها
........
منذر قدسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق