الاثنين، 25 سبتمبر 2017

أَسطُرُالرّيحِ ... شعر : مصطفى الحاج حسين .

أَسطُرُالرّيحِ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يأخذني السّؤالُ
إلى أقاصي النّضوبِ
وأمسكُ بأصابعِ أدمعي
هروبَ الغروبِ
تمتدُّ الأعاصيرُ صوبَ الرؤى
تحطِّمُ ماتبقَّى عندي من أمنياتٍ
أنا تكسُرُ لغتي
في صحنِ الدّفاترِ
تقرؤني أَسطُرُ الرّيحِ
وأنا ملقى على هامشِ الزّرقةِ
تذروني مواجعُ الآهةِ
تسرقني خبايايَ
يخبّئني جرحي في جيوبِ
الهروبِ
وعذاباتي تعدو في دمي
تسابقُ خطا موتي
يتأمّلني الفراغُ الأجوفُ
يلتقطُ منّي سقوطي
ليسيِّجَ الصَّحراءَ بأضلعِ هتافاتي
قامتي تقوَّضت أنفاسها
تبتلعُ توسِّعَ اختناقي
تنصهرُ ركاماتُ صمتي
يتدفَّقُ هديرُ الانحناءاتِ
أنحني على أقدامِ الغربةِ
أريدُ وطني يادروباً
كفى للموتِ هذا المدى
من فضاءِ أسواري
آنَ للقلبِ أن يستريحَ
من طحنِ عذاباتهِ
قمرُ الغربةِ مالحُ الضّوءِ
لا أرى فيهِ سوى صليلَ الوحشةِ
وأرى في الماءِ دمعَ اكتوائي
يا أيّها الوجعُ النّابتُ من لهفتي
لا تكسر غيومَ حلمي
سيحملني برقُ شوقي
إلى أزقةِ ضحكتي
هناكَ سأرمي عنّي
جلبابَ همومي
وأدورُ على أبوابِ الأحبّةِ
ألثمُ أفئدةَ الأجراسِ
قلبي معلَّقٌ عندَ النّوافذِ
منها تأتيني القصيدةُ بالعافيةِ
وطني تمزّقت أشرعةُ بهائهِ
تقاذفتهُ أمواجُ السّكاكينِ
ورياحُ الغدرِ الخسيسةُ
تقاسمتهُ ضواري الحروب
تآمروا على بياضِ الياسمينِ
أصدقاءُ الخديعةِ
ومازلنا نصدِّقُ مكرَ الثّعالبِ
لا أحد يبتغي لكَ النّهوضَ
تراهنوا على تشرذمِ فلولنا
ونحنُ ننادي تبعثرنا
لن نموتَ في هذا العراءِ
الخانقِ
مازال في جعبتنا المزيدِ
من الأيمانِ
سوريةُ لنا وحدنا
لن تهزمَ في النِّهايةِ
أو تقسَّمَ
أو تسامحَ من خانها .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق