الثلاثاء، 16 يناير 2018

لاتبك الأطلال للشاعر عيسى حداد

لا تبكي الاطلال

فمن رحلوا كانوا
بالروح بيننا يسكنون
اجساد مع الايام غادرت
والذكرى الجميلة تجمعنا
على الروابي اثارهم المجيدة
ووسط السهول حبات عرقهم ببنيان
اسأل الجبال من حولك تقرئك سلامهم
اسأل الزيتون كم عمروا في ظلالها
اسأل الينابيع كم مكثوا فوقها يستقون
ما نالهم لا كد ولا تعب بجهاد هذا العمران
هذه اثارهم تحاكي تواصل طفولتكم وشبابكم
هذه  اكوام الحجارة تلفظ اسعار كنوزهم كم تساوي
هناك كان سراج ابيك يشعل البيت بالظلام الحالك
وهنا كان كانون امك يدفئ احضان الصغار من حولها
والكل كان يرنمون نشيد الوطن الغالي بعشق وحب
الكل منهم رسم حقول سنابل التأخي مع الجوار بعيشهم
نامت الاعين قريرة لسنوات بطمئنينة وسلام ولا خوف
كتبوا على سجلات الدهور ماضيهم العريق ومضوا وادعين
تبارك المرج بانفاسهم الدافئة وعمرت الارض بالخيرات بركه
تجاوزوا الاحقاد وصنعوا سلام ووئام خلده التاريخ لهم ارث
قصوا حكايات لن تنساها ايام ولن تغفل عنها السنوات العجاف
قالوا للكل هنا ولدنا بتحابب اسري جماعي وعائلي  وعشائري
لم تسكننا الضغينة العمياء ولم تأسرنا النزاعات الفارغة لحقد
كتبا للاجيال رسائلنا المحبة للسلام وختمناها بطيب العيش
سلمناكم ارثنا المجيد فحافظوا عليه يا اجيال الغد بالمحبة
تذكروا اننا لم نأخذ سوى الطيب  والذكرى الحسنة الجميلة
واصلوا البناء ولو فوق الردم لان كل حجر منه يساوي وطن
امانة هذه الحجارة باعناقكم فسلموها لاولادكم هدايا لميلاد
وتذكروا يا احبتي بان من لا يزرع او يبني لا ياكل ولا يسكن

                                      الشاعر
                           د . عيسى نجيب حداد
                                   رحلة العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق