الأربعاء، 9 أغسطس 2017

ودعتني الغاليه للشاعر المبدع// سلطان محمد معافا

ــــــــــ ودعتني الغاليه ــــــــــــ
قـد وَدَّعـتـني الـيـومَ أمي الغالية 
فتهــللت مني الـدموع الـجاريـة
أمي كـمـا الدنيا تُضيءُ بأعـيني 
إنْ أقـبلتْ تلـكَ الـمَلاكُ الــحانـية
أُمي حـيـاتي والأمـاني كـلـهــا 
والأُنسُ والروحُ الحنونُ الزاهية
أمي التي بعـتُ الحيـاةَ لأجـلِهـا
صارتْ إلى الرحمنِ تَزهو ساليةْ
أمي التي تبكي النساءُ لحُـــبها
قد ودعـتـني للـجـنـانِ العـالـيـة
هذي الحياةُ بها ابتـلاءٌ هــدني 
ما مثل أمي زهرةٌ في الـباديةْ
البيت أظلَم والكراسي أصبحت
تـبكي فـراقَـكِ والـمـآتمُ باقـية
حتى الردائمُ لم تعد تسمع لنا
تبكي وتندُبُ أينَ تلك الكاذية
أيــن التي بالــنور تــمــلأُ دارَنا 
غـابــتْ ولابــدرٌ يُضيءُ ليــاليه
لا تهـجـروها إخـوتي بدعائكم
كم دَللـتـنا في سنـيـنٍ خـالـيـة
قد هاجرتنا أمُّــنـا من أرضِـنــا
نحو الجنانِ ولن تعودَ الشادية
وامـامَ قبـركِ ياحــياتي شـاعـرٌ 
يبكي لـفـقـدِكِ والمشاعرُ باكية
يبكي لِـفَـقـدِكِ هل تعـي أمي له
هذا الصـغـيرُ غـدَاْ يَهُـدُّ فـؤاديهْ
‏نامي هنيئا في الجنانِ سنلـتقـي
حيث الرياض بها القطوفُ الدانية
بعتُ الحياةَ فلـم يعد غـيرَ الـتي
ملأتْ فؤادي منذُ عشتُ شبابيه
قد غـادرتـنا ثـم عِــشـنـا بـعـدها
بيـن الأنـيـنِ وبيـن جَــمـرٍ كاويةْ
آهٍ أيـــا أمــاهُ لــو أَقـــوَى عــلـى 
عيشٍ بِقُربِكِ في الأيادي الدافيةْ
آه أيـا أمــي ذهــبـتِ ولــم يَـعُـد
لي في بعـادِكِ غـيـر ذِكرى غاليةْ
سلطان محمد معافا
4/11/1438هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق