الجمعة، 21 ديسمبر 2018

(أرض الهجين)مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

(أرض الهجين)
باللهِ ياظبيَ الحِمَى.. ..ارفقْ بصبٍّ مُغْرَما 
سحرُ العيونِ معَ الخدودِ...ِ معَ المناخرِ واللَّمى
مُتناسقٌ مُتداخلٌ....والحُسنُ فيهِ تقسَّما
حُلوٌ يسرُّ الناظرينَ ....ومن غدا مُستَلْهَمَا 
باللهِ قلْ لي هل إليكَ....وسيلةٌ بدرَ السما 
ياربِّ غفراً لم أزلْ.....فيمن هويتُ مُتيَّما 
وفؤادي يهفو تائقاً......لقاسطٍ قد ظلما 
يُخفي هواهُ إن بدا.....فبانَ ما قد كتما 
********
كم قلتُ فيهِ قصائداً.....سمتْ بهِ إلى السما
أسمعتُهُ مُرتجلاً...... شعراً بليغاً مُحكما 
فرقَّ لي مُبتسماً......وانقادَ لي مُسلِّمَا
فقلتُ كم آذيتني.....وجفوتني مُحتكما 
أهملتني وهجرتني.....أسهرتني والأنجُما 
فأتيتُ من بابِ البيانِ.....دخلتُ منهُ مُكرَّما 
فجثوتَ نحوي خاضعاً.....مُذلَّلاً ومُرغما 
سحرُ البيانِ قاهرٌ.....كسحرِ من توهَّما 
فالحمدُ للهِ الذي...أولى فؤادي أنعُما 
فمضيتُ في شرقِ البلادِ....وغربِها مُنعَّما 
وسموتُ أهلَ الخافقينِ.....بمنطقٍ لي قدسما 
**********
وسكنتُ في أرضِ الهجينِ....بها الجمالُ تكلَّما 
وأهلُها في فُسحةٍ.....من عيشِهِم قد عُلِما 
وأغلبُ الناسِ هُنا......مُزارعٌ تَعلَّما 
اوصانعٌ ذو خبرةٍ......والبعضُ يرعى الغنما 
عشاؤهم قبلَ العشا.......والنومُ جا مُنتظما 
والكلُّ يصحو غدوةً.......للمسجدِ قد قدما 
جميلةٌ حياتُهم.......الغشُّ فيها انعدما 
إنْ كانَ فيها ثُلَّةٌ.......كالبعرِ حاكوا الخدما 
فهم قليلٌ بيننا......والجلُّ يرعى الذمما 
يدري الأصولَ عالما......بقولِهِ مُلتزما 
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق