للعيد حكاية
**********
غطى العيد بأصباغه المزركشة
أجسادا فائرة تدخن
من شدة انصهار
ولفح الرمض الساري ..
فلما غزل الصوم خيوط التأمل
سكنت الأفئدة ..
وخارت النفوس تبحث عن هدنة ..
ففسخ الجسد قشرة آثام عالقة ..
وشوائب شائكة كانت بالحلق
تمنع الكلام والبلع ..
ثم نسج بساط النقاء
توبة وغفرانا..
على صفحات لياليه
نقشت تراويح بقلم من ماس
مداده ركعات متتالية
ودِرعه ليلة قدر تزكى
وتطيب بآيات وترْتيل ..
ومصله زكاة فطر تطهر النفوس..
ينبض القلب تسبيحات وابتهالات
ويطارد الرفث
فيرقى لحب الخالق..
اليوم عيد
تنثر الورود ، ويرش العطر
من مرشات تعانق النحور ..
والعيون تترقب
من يمسح دموعا طال ذرفها
وكوى سيلها طفحا ؟..
ومن يدهن شفاهً بإدام
بعدما طال شقها وسال دمها ؟..
ومن يستر أجساد أطفال
أصبح العري كساءهم
والحفاء نعالهم
والسماء غطاءهم
والتراب فراشهم ..
وأين الألباب الذين يتشدقون
برياض الجنان ؟ ..
وأين غاب من يلثم أقدام الأمهات
ويضرب العق المحض ؟ ..
بنى الأجداد صروح العيد
ففتحوا الأبواب
وتقاسموا رغيفا
وتبادلوا لسانا وسلاما ..
وبيد خفية
هدمنا التاريخ بحجة ..
******
محمد خالد الأمين
الصورة من الويب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق